Monday, June 23, 2008

كم ذا أخاصم قلبي حين أهجركم


قبل حوالي ٦ سنوات كنت اشاهد مسلسلا تعرضه قناة العراق الفضائية (المنقرضة؟) وكان بطل المسلسل رسام هوايته رسم جيرانه في العمارة خاصة البنات الجميلات، وكان عندما يرسم احداهن يدعوها لجلسة قصيرة ليبدأ الرسمة ثم يكملها لاحقا من مخيلته
في أحد الايام طلب من حارس العمارة، العم جودة، أن يزوره في شقته ليرسمه
العم جودة رجل طاعن في السن غزت التجاعيد وجهه حتى اصبح كالارض الجافة

وعلى غير عادته في الرسم من المخيلة، طلب الرسام من العم جودة أن يزوره مرة ثانية وثالثة ليكمل الرسمة

سأله الحارس: لماذا تكمل رسم البنات من مخيلتك بينما تكمل رسمتي وأنا جالس أمامك
فأجابه: عم جودة، بوجهك معاناة سنين ما أريدها تضيع مني
=====================

تذكرت رد الرسام عندما قارنت وضعي وأنا أتابع أحوال الكويت من الخارج، من خلال الاتصالات والمسجات والايميلات ومواقع الصحف اليومية والمدونات، محاولا رسم صورة لأوضاع الكويت في شتى المجالات رغم ابتعادي الجغرافي عنها، معتمدا في ذلك على نعم التكنولوجيا

استطعت من خلال ذلك النظر إلى الكثير من الأمور بصورة مجردة سمحت لي أن أتفكر في قضايا عديدة واعدل وجهات نظري تجاهها

ولكن من يكون في الكويت وتدور الاوضاع وتفاصيلها حوله، الهام منها والتافه، يكون أكثر قربا والماما بها، كما يجلس العم جودة أمام الرسام في المسلسل

لذا، وبعد ان انتهى مشوار الاشهر العشرة خارج الكويت، وحول العالم من جنوب شرق آسيا إلى أمريكا اللاتينية مرورا بالكويت وبريطانيا، عدت إلى الكويت لتكون لي وأهلها كالعم جودة وأنا رسامه

قرت عيني برؤيا الكويت ولقياكم

وعلى قدر فرحتي بالعودة إلى الكويت وسعادتي بالتعرف خلال تواجدي في الخارج على أصدقاء أصبحوا بمثابة الأهل لي، بل بمثابة النفس مني، على قدر تلك الفرحة حزنت أيما حزن خلال أيامي الأخيرة هناك

ولا يسعفني في هذه اللحظة إلا الشاعر السوداني عبدالقادر الكتيابي الذي قال في قصيدته أحبابنا الأهل

أحبابنا الأهل لا شط المزار بكـم بعـد التدانـي ولا ملتـه دنيانـا
لولا المرابع والذكرى لما انطفأت بعض الحروق التي تشوي حنايانا
فيم التفرّق والأهـداف تجمعنـا؟ لا يعلـم السـرإلا الله مولانـا!
ما كـان أقربكـم منـا وأبعدكـم ما كـان أقربنـا منكـم وأدنانـا!
كم ذا أخاصم قلبي حين أهجركم وأمتري منـه سُلوانـا ونسيانـا
ويرفض القلب أن تنـأى قلوبكـم إن الحبيب حبيـب حيثمـا كانـا

Saturday, June 14, 2008

الدين لله والوطن للجميع... حتى لمن يعارض هذا المبدأ

ظواهر دخيلة، سلبية...الخ

كثر الحديث عن التي أهواها
عفوا، أقصد كثر الحديث مؤخرا عن موضوع لجنة دراسة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي سليلة لجنة مؤقتة بذات المسمى في المجلس السابق، وتفنن مؤيدوها الكثر شعبيا وبرلمانيا، ومعارضوها الكثر شعبيا والقلة برلمانيا، في تأييد وجهات نظرهم

المؤيدون يقولون بأن الكويت مجتمع مسلم محافظ ذو عادات وتقاليد ترفض تلك الظواهر الدخيلة أو السلبية أو الطارئة على المجتمع
والمعارضون يقولون بأن الكويت مجتمع منفتح جبل أهله على الاتصال بالعالم الخارجي وتقبل الافكار الجديدة

من المعارضين من يرى في المؤيدين طيور ظلام وهمج ومتخلفين ورجعيين ومن المؤيدين من يرى في المعارضين منحلي أخلاق ومتفسخين ومتحررين إلى درجة انكار الواقع والتاريخ وطبيعة الانسان السليمة

يا جماعة، القصة أكبر من مواقفكم من اللجنة، القضية أصبحت كيف ترون الكويت وتاريخها وحقيقتها وكيف تنظرون إلى صاحب الرأي المخالف
فعندما يتحول اختلاف الموقف من تشكيل لجنة برلمانية مؤقتة إلى اختلاف في تفسير طبيعة الكويت وتاريخها ومدى انفتاحها من محافظتها، أصبح من اللازم علينا أن ننظر للأمور بنظرة تشمل الجميع، فبغض النظر عن وجهات نظر أعضاء مجلس الأمة الذين وافقوا بأغلبية كاسحة على تشكيل اللجنة، فالمواطنون أنفسهم منقسمون حول طبيعة البلد

معارضو اللجنة يتحدثون عن محيطهم الاجتماعي والفكري والتاريخي، وكذلك المؤيدون،
فمن كان يقضي اجازات الصيف في لبنان واوروبا وامريكا ليس كمن يقضيها في عُمان وأبها وماليزيا، ومن يتنظر بأحر من الجمر الحصول على برونزاج في الرملة البيضا وشواطئ جنوب أوروبا وكنكون ولاهويا ليس كمن يستمتع بشلالات الجبل الاخضر وقرود ابها وماليزيا
هناك أيضا من يستمتع بكل هذا
ومن يسافر للطبيعة والجَمعة ليس كمن يهرب من الكويتيين و"الهيلق" في رحلاته

وكما استقبلت الكويت العلامة التونسي الثعالبي، رفق بعض الكويتيين تواجده في الكويت لأنه يرفض فكرة انبساط الأرض، أي عدم تكورها

كل ذلك أمثلة للاختلاف الذي احتواه المجتمع الكويتي ولا يزال، فمن هو الدخيل؟ وما هي الظواهر السلبية؟
يقول البعض أن الصحوة الدينية والتزمت وشعار "الاسلام هو الحل" والمخيمات الاسلامية الصيفية كلها ظواهر دخيلة على الكويت، ينما يرى البعض أن الظواهر الدخيلة هي تلك الممارسات التي يتشبه فيها المواطنون بالغرب تاركين ثقافتهم العربية الاسلامية
ومابين حانا ومانا ضاعت لحانا

لكن في النهاية كلهم كويتيون، فإن كنتَِ ممن يرون الكويت كلها انعكاسا لمحيطك، أقول لك: أفق/أفيقي فالكويت تسع الجميع حتى وإن رفض البعض مشاركة الوطن مع غيرهم، فمحمد هايف وعدنان عبدالصمد سيعملان تحت سقف واحد وسيصوتان معا أحيانا على نفس القوانين برضا أو إرغام

خلاصة الموضوع
إن قضايا كاللجنة المذكورة، وحقوق المرأة السياسية، والاختلاط/التعليم المشترك، وستار أكاديمي وسوبر ستار وهلا فبراير، وحفلة مستشفى رويال حياة.. كلها قضايا تظهر لنا، كلما برزت، مدى اختلافنا في طبيعة الكويت
وجهة نظري تشابه وجهة نظر صالح الملا في المبدأ لا النتيجة، أي أنه إذا اتفق الكويتيون على طبيعة بلدهم سيصبح من الممكن حينها أن نرفض أو نوافق على قضية ما انطلاقا من تعريفنا لمجتمعنا


وفي الختام لكم مني خير السلام والوعد بقليل الكلام خليل المقبل من الايام، فالاختبارات مقبلة لا محالة وبإذن الله ستمر بسهالة


Thursday, June 05, 2008

نص من القلب

كنت أفكر في حال الكويت قبل وبعد نتائج انتخابات مجلس الأمة، ليس من خلال منظور ايدولوجي أو فئوي بل من خلال مدى توافق تطلعات بعض المرشحين (النواب حاليا) مع تطلعات الشعب فيما يخص الاصلاح والتنمية، دون أن أخفى تفضيلي لتوجه دون الآخر
ولا يخفى عليكم خلال الأعوام القليلة الماضية، وإلى اليوم، طغيان مصطلحات كالتأزيم وعجلة التنمية والحكومة الاصلاحية والفساد وغيرها من المصطلحات على الخطاب السياسي والاعلامي الكويتي، حتى تعدت حدود الكويت في قضية إعلان الاهرام

في خضم تلك الافكار، كتبت نصا يعبر عما يجول في خاطري، بحسرته وامنياته، قبل أن أفاجئ بانشغال الصحافة الكويتية بحفلة مستشفى رويال حياة وستار أكاديمي لكني فضلت ألا أعدل النص


الحقَّ الحقَّ يا أهلي
به، لا أنسى، أوصيكم
فبلادنا، على موعد
مع الأزماتِ، تبكيكم
فما التأزيمُ والاصلاح
وتنيمةِ اقتصادٍ صاح
من الصدماتِ والطفرات
سوى صفحة لماضيكم


فماضينا وآتينا
سُنونٌ طبعُها تنزاح
عن الصالح.. عن الطالح
ويبقى موطنٌ مِرواح
من المجلسْ إلى مجلس
به وزراءُ أو نواب
ليفيق مواطنٌ يوما
يقول: خلاص أبي أرتاح
فمن أزمةْ إلى أُخرى
وبلادي تنشدُ دوما
طريقا كلهُ أفراح


أنا لستُ من الصفوة
ولا مُستعسرُ الحال
ولا الشؤمُ لهُ مسلك
إلىَّ، لا ولا الجهل
أتفائلُ ولا أشطح
إذا ما استرَّ أهلينا
ويسؤءُ حالي في الغربة
ببغضٌ بينكم أهلي


فأجولُ بين أحزاب
ومن ميلٍ إلى ميل
أريدُ جماعةً أحسَب
بها الخير على أهلي
فلا أرغبْ بمن يَسهر
يُسَطِّر مُنتقى الأقوال
فلا يصبح على صُبح
إلا طارتِ الأفعال
ولا أنحو إلى فرق
تَقيسُ الثوبَ واللحية
ترى الاطلاقَ مفخرة
وفي النارِ ترى الإسبال


وأحزنُ عندما أجد
فريقا يَسكنُ الاطلال
يحِنُّ ويَنشد ماض
تَشُدُّ قولَه أفعال
ولكن في الشدائد يُهـ
ـمِلُ مِن صفهِ صالح
ويقول: كلنا واحد
وينسى أنَّ ذا الواحد
أخاهُ في كِلا الأحوال

ولكن.. آهِ يا.. لكن
بكم تتمنع الأموال
من السارق.. من الطامع
وبكم دستورنا يحفظ
وكذا مستقبلُ الأجيال
فلن ألقى من الجمع
رضيتُ أم أبَيتُ أنا
سواكم يا بني لبرال
===================

وانا اطبع هذا الموضوع، في حديقة الكلية حيث درجة الحرارة تقارب ال١٢ مئوية، مر في الظلمة أمامي ظل قال لي: أ و ليس الجو بارد هنا؟ فنظرت إلى صاحب الظل وإذا به باتريك سيل الذي يزور المدينة لحضور احتفالية منح ملك الاردن شهادة فخرية من الجامعة عصر اليوم
تلعثمت.. فلم أجبه سوى بكلمة واحدة
ٌYeah!

Sunday, June 01, 2008

بابا جاسم، عندما تكلم الشعب، دبكة، الحكومة

نبارك للسيد جاسم الخرافي فوزه بمنصب رئيس مجلس الأمة
واتمنى أن تكون هذه آخر مرة يصبح فيها "بابا جاسم" رئيسا وعضوا في مجلس الأمة

========================


ذكرت في الموضوع السابق أن الجزء الأول من عندما تكلم الشعب قدم تم عرضه في أحد الجامعات البريطانية
وسألني العزيز اكزومبي عن انطباعات الحضور، وهذا الجواب

تم عرض الفلم الوثائقي بعد انتخابت ١٧ مايو في كلية سانت انتونيز (جامعة اوكسفورد) المتخصصة في الدراسات الاقليمية وفيها أحد أقدم مراكز دراسات الشرق الاوسط في العالم، وعمره نصف قرن

كان الحضور قليلا، نظرا لاقتراب الاختبارات النهائية ومواعد تسليم الاطروحات الاكاديمية

إليكم بعض الانطباعات
قال بعض الحضور أن الفلم قدم لهم صورة جديدة عن الكويت، حيث أنهم كانوا يعتقدون في السابق أن الكويت دولة ديمقراطية، ولا أكثر من ذلك
أعجب البعض بتعليقات المخرج عامر الزهير، لأنها وضحت لهم خلفية الكثير مما تناوله الفلم بالإضافة إلى تميزها بروح الدعابة
قال البعض بأنه على الرغم من أن معارضي حقوق المرأة ظهروا مرارا في الفلم، احسوا بأن المخرج قد وجه الفلم لصالح مؤيدي حقوق المرأة
اعتبر الحضور أن تعليقات وخطب النواب احمد السعدون وفهد الخنة وسيد حسين القلاف كانت ممتعة
كم كبير من الاسئلة كان حول نتائج الانتخابات الاخيرة في الكويت
حوالي نصف الحضور كان من الطلبة العرب، والبقية كانت بين الطلبة المسلمين من اوروبا امريكا والطلبة المتخصصين في الدراسات النسائية
عرض الفلم كان برعاية النادي العربي الثقافي في الجامعة

========================

قامت فرفة المجد للدبكة بتقديم وصلة استعراضية في الحفلة السنوية للكلية
رقصت الفرقة على انغام ست أغاني: الثورة والغضب لجوليا بطرس، صوت الحدى لعاصي الحلاني، الحمرا لفارس كرم، زرع التحرير لمعين شريف و وين ع رام الله لفرفة كلنا سوا، بالاضافة إلى رقصة مزجت بين رقص الهالاي التركي والدبكة على انغام اغنية كارا اوزم هابيسي، كردية الالحان تركية الكلمات، لفرفة كارديس توركلر

===========================

هل الحكومة "وين ما تطقها عوية"؟ أم أن علاقتها مع النواب كقصة حجا وابنه والحمار؟

في أول حكومة لرئيس الوزراء الحالي، فبراير٢٠٠٦، الحكومة التي سماها البعض حكومة سلق بيض وسميتها حكومة الوحدة ونص، لم تبلغ المشاورات فيها حد ارضاء التيارات السياسية جميعها وانتقدها كثير من الليبراليين، منهم المرحوم احمد الربعي، في ندوة في جمعية الخريجين
وكان جل الانتقاد منصب على عدم قيام رئيس الوزراء آنذاك بالمشاورات على خير وجه

وبعد انتخابات يونيو٢٠٠٦ تم تشكيل حكومة ضمت في صفوفها الوزير السابق عبدالهادي الصالح
عبدالهادي الصالح يمثل تيار النائب صالح عاشور والوزير والنائب الاسبق يوسف الزلزلة
وليس تيار الجمعية الثقافية الذي يمثلها كل من حسن جوهر وعدنان عبدالصمد واحمد لاري وفاضل صفر
التيار الثاني هو الذي حقق انتصارا في تلك الانتخابات، ولكن الحكومة قامت بتعيين وزير من التيار الخاسر
كانت تلك حركة سياسية تفتقر إلى الحكمة

أما الحكومة الحالية فضمت في صفوفها عضو المجلس البلدي السابق فاضل صفر، المنتمي لتيار الجمعية الثقافية، التيار الذي حقق تقدما آخر في٢٠٠٨ بعد تقدم٢٠٠٦، على الرغم أو بسبب تداعيات تأبين عماد مغنية
وكانت انتقادات الناس لتعيين فاضل صفر وزيرا، ليست بسبب تمثيله لتيار متقدم في الانتخابات، بل لانه كان متهما (وليس مذنبا) في الانتماء لما يسمى بحزب الله -فرع الكويت

بعد هذه المقارنة السريعة، ارغب في معرفة رأيكم والاجابة على السؤالين الذين طرحتهما