Sunday, October 26, 2008

سَكِّن تَسْلَم

قدر الساسة قراءة الكلمات والخطب، فمن افتتاح إلى رعاية، مرورا بالندوات والمهرجانات والمظاهرات والمآدب الرسمية..الخ
ولكن هل كل الساسة خطباء ومفوهون؟ طبعا لا

خذوا النائب أحمد السعدون مثالا على الفصاحة، سواء تحدث بالعامية أَمِ الفصحى
كذلك النائب السابق خالد العدوة، حيث كان، رغم مقتي لمعظم آرائه، نائبا فصيح الكلام يعرف كيف يبدأ الحديث وكيف ينهيه، مستشهدا بين الفينة والأخرى بأبيات من الشعر تزيد كلامه بيانا وقوة، ولكن كل ذلك لا يغني عن شيء غاية في الأهمية

إنه تشكيل أواخر الكلمات والأفعال

فهناك من الساسة من يجتهد، عن حسن نية، في تشكيلها فيقع في أخطاء هو في غنى عنها، ويزعج المستمع ويشتت انتباهه.... هنا أتحدث عن نفسي
فما إن أستمع إلى سياسي من هذا الصنف حتى تحترق قرون استشعاري غضبا، فأمسي بعد احتراقها منعدم المشاعر اللغوية لا أعير الأخطاء اهتماما، ولعل في ذلك خير

ونصيحتي للساسة غير المفوهين هي عنوان الموضوع... سَكِّن تَسْلَم
فعندما لا تعرف تشكيل أواخر الكلمات والأفعال، أو تشك في ذلك، اجعلها ساكنة، لأن في ذلك تفاديا للوقوع في الخطأ وإحراج نفسك، ومثالي هنا هو ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين

أتذكره في خطبه أول ما تولى مُلكَ الأردن، حريصا على تسكين أواخر الكلمات والأفعال، ليقي نفسه ومنصب المُلك التقليل من الهيبة والتشبه بعامة الناس
ومع التجربة والمران، أصبح الملك عبدالله الثاني الآن أفضل حالا، ولكنه لا يزال يسكن فيسلم، ويشكل فيصيب حينا ويخطئ حينا أخرا، وهذا التسجيل الحديث مثال على ذلك



ملاحظة مهمة: تشكيل آخر حروف الجُمَل أمر حساس، لأن التسكين هنا له معنى وهو الوقفة، أما التشكيل فسيُفهم من المتلقي على أن الجملة لم تنتهي بعد، ولكن في بعض الحالات يكون التشكيل أبلغ من التسكين، لذا لزم التنويه

===============

تعليقات وتساؤلات


علي الراشد وصالح الملا في لظس
وجودهما أفضل من عدمه لآنه سيخلق توازنا في اللجنة وسيصعب عمل محبيها
ولكن ما استغربه هو أن ينضم نائب إلى عضوية لجنة قد صرح بعدم دستوريتها


التصويت السري الالكتروني في مجلس الأمة
استمتعت برؤية بعض أعضاء مجلس الأمة وهم "يقلبون" ذهابا وإيابا للتصويت بالأجهزة الجديدة، وأتساءل: هل سيعترض الكسالى على آلية التصويت الجديدة؟


عبدالله البرغش
لقد نسيت بأنه عضو في البرلمان حتى رأيته في الجلسة الافتتاحية مزهوا بـ بشته


حجاب الوزيرتين
إن كان توزير نورية الصبيح وموضي الحمود غير دستوري، حسب وجهة نظر أغلبية أعضاء اللجنة التشريعية، فهل يبطل ذلك كل القوانين التي صوتت الحكومة والمجلس عليها بحضورهما؟


لغتنا الجميلة
هل تشعرون بأني أصبحت مسلطا عليكم؟ حسيبا رقيبا على من تكتبون؟

Thursday, October 23, 2008

عَنّاي جيت لدارك



يقول شاعر العراق محمد مهدي الجواهري
أي طرطرا تطرطري
تقدمي تأخري
تشيعي تسنني تهودي تنصري
تكردي تعربي.. تهاتري بالعنصر
تعممي تبرنطي تعقلي تسدري
كوني.. إذا رُمتِ العلى... من قبل أو دُبُر
صالحة كصالحِ.. عامرة كالعمري

ولكنه قد رحل قبل أكثر من عشرة أعوام، وأحسب ذلك من حسن حظه كي لا يرى عراق اليوم

المهم اليوم
انظروا إلى الصورة... نعم إنه سفير الكويت في العراق

بعد غياب طال أكثر من ثمانية عشر عام ذهبت خلالها أرواح أبرياء الكويت والعراق، وولد جيل جديد نشأ على معرفة الجار من خلال كتب المدارس والاعلام الرسمي، يعود سفير لدولة الكويت إلى بغداد

ماذا نعرف عن العراق؟ ... وماذا يعرف العراقيون عنا؟
أقصد الإنسان البسيط من البلدين، الذي لا يفقه شيئا عن الآخر إلا من أطراف الحديث

مشاعري مختلطة، ولا أفضل خلط المشاعر بالسياسة ولكن يا للمفارقة
قبل١٩٩٠ كان للبلدين علاقة أشبه بما يمسى بالانجليزية بـ
Love-hate relationship

وفي٢٠٠٨ يجتمع البلدان على علاقة متميزة بأمريكا

في الثمانينات كانت عملية الـ
reflagging
لناقلات النفط الكويتية دليلا على العلاقة غير الحميمة، ولا أقول السيئة، بين الكويت وأمريكا
واليوم نتحدث عن حقول الشمال

في الثمانينات كان صدام حسين يتفاخر بحماية ثروات العراق وأمنه، وأشك في ذلك
واليوم يتفاوض العراقيون مع شركات النفط، ليصبح حال نفط العراق أشبه بنفط نيجيريا، واليوم أيضا يصرح وزير الدفاع الأمريكي بأنه صبره قد نفذ بسبب مماطلة العراقيين، كما يسميها، في مفاوضات الاتفاقية الأمنية

بالأمس رئيس أمريكي يقول جنودنا سيحررون الكويت
واليوم المرشح الأكثر حظا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يقول سأسحب جنودنا من العراق

بالأمس رئيس العراق.. صدام حسين
وربما غدا سيكون رئيس أمريكا... براك حسين
هذه الفقرة هدية من لمحبي ماكين، منهم على شاكلة العجوز التي تقول: لا أثق بأوبما.. إنه عربي
;p

قد يعتقد البعض أن كلامي أضحى ككلام بعض ضيوف برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة، لكني أقول
Think again

وما جعلني أفكرة مرة أخرى وأخرى هو النزاع الجورجي الروسي، وتذكيره إياي بجريمة احتلال الكويت، وأترككم لتتفكروا ما بين هذا وذاك، ودعوا المشاعر جانبا... فلقد تركتها جانبا رغم أن خالي كان أسيرا، ولنا أقارب من الشهداء والمفقودين... دعوا المشاعر سويعة وتفكروا

and.. THINK AGAIN

عنوان الموضوع - غناء حمدية صالح
Yet, another irony
========================
P.S.
لمن سأل مشكورا عن سلسلة لغتنا الجميلة، أجيب: لا لم تتوقف السلسلة ولكن نظرا لكسلي الذهني والجسدي تتأخر حلقات السلسلة، وسأغير مجراها قليلا إلى السهل والخفيف من المواضيع لأن أحد القراء طلب ذلك مني

Wednesday, October 15, 2008

سمك، لبن، تمر هندي

عدنا

ما أكثر المواضيع التي أود التحدث عنها من الأسبوعين الماضيين، ولكني أفضل التريث والمراقبة إلا في موضوع اليوم

أما المواضيع العديدة فمنها
الأزمة الاقتصادية العالمية
تصريحات سارة بيلن
عودة المدون كويتي سينت للتدوين
انقطاع المدون البحريني محمود اليوسف عن التدوين
المصفاة الرابعة
خبر صحيفة عالم اليوم عن تقديم المحامي محمد عبدالقادر الجاسم مذكرة قانونية ببطلان تشكيل المحكمة الدستورية
مقابلة النائب صالح الملا في صحيفة الرؤية
تصريحات النائبين أحمد المليفي وناصر الدويلة
السؤال البرلماني للنائب أحمد السعدون حول التجسس على المكالمات الهاتفية
محاولة منع موقع يوتيوب والتراجع عنها
مراقبة المدونات الكويتية
تراجع قضية الضابط المتهم بالعمل لدولتين مجاورتين
إعلان شركة أبل عن الإصدار الجديد لل
ـ Macbook
ألبوم كاظم الساهر الجديد.. الذي لم أستمع إليه بعد
الخدمات البريدية المتهالكة في الكويت، وانتظاري لشهرين من أجل استلام مجلة
معاناتي المستمر مع شركة شين... أقصد زين
موضوع الفقر في العالم والذي كان من المفترض أن أكتب عنه اليوم
تصريحات الشيخ القرضاوي
انخفاض أسعار النفط
مناقشة اللجنة التشريعية في مجلس الأمة لموضوع "حجاب" الوزيرتين نورية الصبيح وموضي الحمود
خبر صحيفة التايمز البريطانية عن محادثات سرية عربية-اسرائيلية قد تضم الأمير تركي الفيصل

والعديد من المواضيع الأخرى


=================








عنوان موضوع اليوم هو أول ما فكرت فيه عندما قرأت ما طالعتنا به المدونة الزميلة بالكويتي الفصيح حول تشكيل كتلة العمل الوطني في مجلس الأمة، والتي تضم ستة نواب من مشارب مختلفة كالتالي

سمك... "زفر" لكنه لذيذ
عبدالله الرومي - الرئيس
مرزوق الغانم

أمتنع عن تبيين الزفرة واللذة، مرددا مع عبدالله الرويشد: خلني ساكت.. لا تنبش جروحي

تمر هندي... حامض حلو
عادل الصرعاوي: حامض لأنه متدين سياسيا، ضد حقوق المرأة السياسية ومع تعديل المادة الثانية من الدستور وضد التعليم المشترك، أما تدينه الشخصي فلا علاقة لي به، وحلو لأنه ذو مواقف وطنية ومحارب للفساد

لبن... غني بالكالسيوم وفيتامين د ويساعد على النوم الجميل
علي الراشد
محمد العبدالجادر
صالح الملا

قد يرى البعض في الأسماء الثلاثة الأخيرة بعض العيوب، لكني لا أستطيع ذلك، مرددا بيتين من شعر المرحوم طلال الرشيد، أحب ترديدهما

عيون الحب لا يمكن تناظر
عيوب الخل لو هو عيب كله
تماري فيه وبوصفه تكابر
ترى من فوق خلق الله محله

=================

لغتنا الجميلة

اليوم سأحلل من خلال وجهة نظري أحد أمثال اللغة العربية، وهو: كل ما هَبَّ ودَب

أعتقد أن "ما هب" هو كل ما يهب مع الريح من طيور.... وحشرات
و"ما دب" هو ما يدب على الأرض من حيوانات... دواب، وحشرات أيضا

لذا، ولأن الحيوانات بجميع أصنافها تعامَل في اللغة معاملة غير العاقل، ولأن البشر يعاملون في اللغة معاملة العاقل، فلا يعقل أن نستخدم "مَن" في المثل
أي أن نقول: كل من هب ودب
لأن البشر ليسوا من الدواب، ولا يهبون مع الريح

ولكن... من أجل أن نزيد من قوة وقع المثل وتشديد معناه، يُفضَّل استبدال "ما" بـ"مَن" مِن أجل تقليل قدر من نقصدهم في المثل من بشر، لأن مغزى المثل تقليل قدر المقصود لا تعظيمه

يتبع