بين مروى ونورية

fulla
Originally uploaded by Pink Sushi.

يفصل الثاني من ابريل٢٠٠٧ عن الثاني من مايو١٩٩٩ ثمان سنوات إلا قليلا، ولكن تجمعها امرأتان رفضتا الخضوع لرأي المتسلطين على حرية المرأة.

ففي عام١٩٩٩ فازت مرشحة حزب الفضيلة التركي، مروى قاوقجي، في الانتخابات البرلمانية، وبعد حوالي شهر دخلت البرلمان تحيطها عاصفة من الاستهجان والصراخ لتخرج من قاعته الرئيسية... لماذا؟

لأنها دخلت محجبة، وحسب تفسير عتاة العلمانية الأتراك للائحة الداخلية البرلمانية، يُعتبر دخول المرأة إلى البرلمان بالحجاب بمثابة "حض على الكراهية" حسب المادة٣١٢ من قانون الجزاء التركي، رغم أن اللائحة الداخلية لا تمنع ارتداء النائبة للحجاب
وطالب يومها رئيس الوزراء (الراحل) بولنت اجاويد بإيقاف هذه المرأة عند حدها

وقبل الانتخابات بشهر ونيف كانت مروى قد حصلت على الجنسية الأمريكية، مما سهل على أعداء مروى التقاضي ضدها وسحب عضويتها من البرلمان ولاحقا... سحب جنسيتها التركية

ولا تزال مروى محجبة، ولا تزال تركيا علمانية، بقيادة اسلامية وزوجة رئيس وزراء محجبة


وفي الكويت... وتحديدا يوم أمس الثاني من ابريل٢٠٠٧، وقفت وزيرة التربية والتعليم العالي، نورية الصبيح، صامدة أمام استهجان نائبين اسلاميين لحضورها البرلمان سافرة، بحجة أن ذلك مخالف للضوابط الشرعية المذكورة في قانون الانتخاب

لقد تبين لنا وهن الحجة التي أطلقتها جريدة الوطن
وتبين لنا كذلك بطلان تلك الحجة قانونيا
وتبين لنا، من أول موقف، احترام الوزيرة للقانون الذي يحميها كوزيرة ومواطنة حرة تمارس حقها في أن تكون كما تريد دون تسلط من قبل البعض

لا يجمع الحجاب بين مروى و نورية، ولكن يجمعها قوة الموقف والالتزام بالحرية الشخصية
فمني إلى الوزيرة الثانية تحية احترام وتمنيات بمناهج تعليمية متنورة ومخرجات تعليمية ترفع الراس