كم اشتقت لهذه المدونة وزوارها في فترة الخمول التدويني العظيم الذي أصابني العام الحالي وكم عاتبت نفسي على عدم تحديث المدونة، ولكن الظروف كانت أصعب
إلا أن ظروفي لم تكن أصعب من الظروف التي مرت على الكويت فالعام الحالي، أو الماضي عندما تقرؤون هذا الموضوع، كانت أصعب وأختار منها التالي
فخطة التنمية تحمل عنصر التطلع لمستقبل باهر من خلال استرجاع نهضة الكويت في عقود ما بعد الاستقلال والطفرة النفطية، كما تحمل مبادرة قادمة من الحكومة لا النواب لتحويل مسار العمل السياسي في الكويت تجاه التنمية وهذا ما انتبه إليه النواب فوافقوا عليها في بالإجماع من باب رفع العتب، فالتساؤل عن إمكانية تحقيق التنمية بوجود حرية وديمقراطية منتشر لدى الشعب حتى يومنا هذا ويستخدم كسلاح رخيص لدى البعض، أما وزير الداخلية فهو أول وزير حسب ما تداوله الناس يستقبل مرشحا سابقا عرف عنه سب الناس بعنصرية وانتقائية جهارا نهارا، أما تأبين عماد مغنية قبل عامين وما لحقه من حملة تخوين لشيعة الكويت بينت مدى استعداد الشعب للتخاذل عن نصرة المظلوم، وفي حالة الجويهل المظلوم هم البدو وإن استتر بقضية مزدوجي الجنسية
وجديد الجويهل أيضا هو مدى التأييد والتهليل والإعجاب الذي حصل ويحصل عليه من البسطاء والمثقفين على حد سواء بالسر والعلانية حتى وصل الحال ببعض الناس أن يبدوا إعجابا ممزوجا بالخجل بقريب لهم اتصل بالجويهل ليمدحه ويدعمه، وخجلهم هنا من ردة فعل الناس تجاه عائلتهم وسمعتها إذا ما ربطت بالجويهل، وهنا الإشكالية فهم يعلمون مدى سوئه ولكنهم مستمرون في دعمه مما أدى إلى انتفاخ ذاته العنصرية وتورمها حتى أصبح كالبالون متكرر الاستخدام، فضربه معارضوه في ندوة السعدون ويا للأسف، لكنه حصل على رقع جديدة وعاد للانتفاخ مجددا، وينزوي حاليا ليعود لكم في العام المقبل لنفث سمومه
إن الضرر المعنوي والسياسي الذي ألحقه محمد الجاسم بالمؤسسة الحاكمة في الكويت بليغ جدا
وأقصد بالمؤسسةEstablishment
مجموع مراكز قوى في السلطة التنفيذية والتشريعية تستمد قوتها من الدستور أصلا، ومن النفوذ فرعا، ومراكز أخرى في عالم الاقتصاد تستمد قوتها من رأس المال، ومؤسسات إعلامية تستمد قوتها من قوة المال والقرابة والتبعية أصلا ومن التأييد الشعبي فرعا، تلتقي تلك المراكز أحيانا كثيرة وتتعارض أحيانا أخرى
إن ما يكتبه محمد الجاسم من مقالات منذ ابريل2005 بمعدل مقالة كل أسبوع حتى قارب الثلاثمائة مقالة، كلها درجات في سلم رفع سقف حرية الرأي في الكويت، وهذا أمر يحسب له ما دام في دائرة القانون والمباح، ورغم اختلافي المبدئي معه إلا أني أجد نفسي أحيانا كثيرة أومئ برأسي تأييدا لما يقول
أما سجن خالد الفضالة فقد انتهى بحكم براءة نهائي أوصد الأبواب في وجه كل من طعن فيه وتشتم به خلال سجنه، إلا أن حسابات داخلية في التحالف الوطني أدت إلى عدم التجديد له كأمين عام، وأهل مكة أدرى بشعابها
خالد الفضالة تلقى سيلا عارما من الانتقادات عندما حضر تجمع العقيلة المناوئ لمحمد الجويهل وما يمثله، فرأى البعض أن الاجتماع مع مخالفي الدستور وحرية الرأي تناقض فاضح، وآخرون من نافخي نار العنصرية قالوا: ولد الفضالة اش له فيهم!؟
و أيا كانت مواقفهم ومشاربهم، إلا أننا نعيش في الأسبوع الممتد بين عامنا الحالي وعامنا المقبل شهادة جديدة على أنه كما تسموا المصالح على كل شيء لدى البعض، فالمبادئ تسموا عند البعض الآخر
فمؤيدو الخصخصة اصطفوا مع معارضيها في جانب واحد ضد الحكومة
ومعارضو حقوق المرأة اصطفوا مع المرأة ومؤيدي حقوقها ضد الحكومة، بل أصبحوا يطالبون لها بالمزيد
ومعارضو الانتخابات الفرعية المجرمة قانونا اصطفوا مع من خرج من رحمها
ولا أرى في أي من هذا تناقضا بل انسجاما مع المبدأ الأسمى
فقد قال علي بن أبي طالب: يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال
أما الدكتور عبيد الوسمي فقد أدى ضربه وامتهان كرامته إلى زلزلة صورة الأمن والحكومة في الكويت، فلا أعتقد أن شخصا سوي العقل يرضى بما حصل لعبيد الوسمي
لم يعجبني عبيد الوسمي في الماضي، إلا أن الحكومة بارعة في صنع الرموز ممن يعارضوها كما يقول أحد الأصدقاء، فجعلت من الوسمي رمزا، ولا أجد نفسي إلا مؤيدا له في الحاضر والمستقبل القريب
وما كان من قناة سكوب إلا أن انهالت عليهم وعلى الفلسطينيين بأقبح الألفاظ، مدللين بذلك على مستوى أخلاق القناة، إن وجدت أصلا
وعزى البعض المشاركة لأسباب إسلامية، وتغافلوا عن من المشاركين الذين يجمعهم الدين مع الإسرائيليين أكثر من الفلسطينيين، فإن البشر بشر أينما وجدوا، ومن لا يحس بأخيه الإنسان شخص عديم الشعور ولا أقول إنسان
أنا من مؤيدي القضية الفلسطينية، ومن يتابعني يعلم ذلك، حتى أني رغم صغري فترة ما بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي والموقف المشين لمنظمة التحرير الفلسطينية ومعظم مؤيديها وجماهيرها من احتلال الكويت، ظللت أحس أن القضية قضيتي، وعندما كبرت آمنت بها أكثر فأكثر لأسباب إنسانية ومنطقية وقانونية وسياسية واقتصادية وثقافية أما الدينية فأتركها لهواة الدين ومحترفيه حياة وسياسة، وأن لا أتكلم عن معتنقيه هنا
شردت كثير، إن مشاركة الكويتيين في قافلة الحرية كانت ولا تزال فخرا، والفخر ينبع من فعل الخير لا الشهرة، ومن الإنسانية لا العنصرية، ومن الإيثار لا الشخصانية
أحيي من شاركوا فردا فردا، وأحيي مناصريهم وأحيي فلسطين وشعبها الصامد وأذكركم بشهور الاحتلال العراقي الصدامي السبعة وكيف أن الوقوف ضد المحتل كان قاسيا وجارحا ومحطا للإنسانية، فما بالكم وأنتم تهللون أو على الأقل لا تكترثون بتهجير شعب وتزييف هويته منذ ستين عاما واحتلال وطن منذ ثلاثة وأربعين سنة!؟!؟
أولا قتل الشيخ باسل سالم صباح السالم الصباح من قبل خاله، والوجوم والحزن الذان أصابانا ككويتيين من هذا المصاب
ثانيا اعتداء أبناء فرع المالك من أسرة الصباح على قناة سكوب، الاعتداء الذي مثل انتهاكا صارخا للقانون من قبل أناس نتحرى فيهم القدوة، وما نجم عن ذلك من عزل لسفير الكويت في الأردن الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح من منصبه لدوره خلال ذلك الاعتداء، لكنه ادعى أنه كان متواجدا للتهدئة، عموما فالحكم ليس لي
ثالثا تسليم رئيس تحرير جريدة الشاهد اليومية الشيخ صباح المحمد الصباح لنفسه لتنفيذ حكم بالسجن صادر بحقه، وما لحق ذلك من إفراج من وزارة الداخلية، تم إلغاؤه لاحقا، ولكن المطلوب يظل طريدا أو مختفيا حتى الآن، والله أعلم
ياسر الحبيب وتطاوله على زوجة الرسول
ياسر الحبيب، ذلك الشاب ذو الانتماءات الديمقراطية أيام الجامعة، تخرج منها لينهج منهجا دينيا إقصائيا متشددا ويظهر لنا كشيخ دين ما لبث إلا أن اتخذ من الحرب على النواصب، كما يسمي المسلمين السنة، منهجا كانت أحدث مراحله سب زوجة الرسول عائشة بنت أبي بكر ولعنها وثم إطلاق قناة فضائية لخدام المهدي، هذا التطاول ولد غضبة عارمة في الكويت ونارا حمانا الله من لهيبها
فلا يجب أن تقف البلد على رجل واحدة لأن نائبا أو أكثر اختلفوا مع وزير أو مع رئيس الوزراء، وأرجو أن نتعلم من غيرنا من الأمم كيفية التعامل مع الاستجوابات بطريقة سلسة وتحويلها إلى ممارسة طبيعية تعكس ديناميكية الديمقراطية في الكويت لا جمودها
أما ما يهمني هو الاستجواب الحالي لرئيس الوزراء على ما حدث من انتهاك للدستور والقانون في الثامن من ديسمبر الجاري، أو ما حصل من تطبيق للقانون حسب وجهة نظر مؤيدي الحكومة والشعب الحقيقي، ما يهنمي هو أن عددا كثيرا من الكويتيين قد رضوا الهوان على أنفسهم برضاهم على ما حدث من تعامل أمني مع ندوة جمعان الحربش
وأعيد بيت المتنبي الذي كررته في صفحتى على موقع تويتر
ما لجُرحٍ بميتٍ إيلامُ
أما محسوبكم المدون الكسول المشغول صاحب الأعذار اللا متناهية العبدلله كاتب هذه الأسطر، أنا، فقد احتفل بالذكرى السادسة لهذا المدونة شهر مارس القادم هنا معكم أو أتركها أرشيفا وأطل عليكم من مكان جديد لكني لن أختفي
كل عام وأنتم بخير، مع تمنياتي لكم ولنفسي المتواضعة بعام جديد خال من الأمراض والكوارث والغبار والمصائب والعنصرية والكراهية والفقر والانتقائية وعدم الاستقرار السياسي
ومن الأخطاء اللغوية