Tuesday, June 02, 2009

استقلال أم استغلال؟

بداية أحب أن أتقدم بالشكر لأعضاء مجلس الأمة أحمد السعدون وصالح الملا ومرزوق الغانم
صالح الملا، على تنبيهه رئيس السن على ضرورة إعادة القسم
أحمد السعدون، على إقفاله باب المناقشة قبل انتخاب مراقب مجلس الأمة، ولتنبيهه رئيس السن على ضرورة إعادة القسم
مرزوق الغانم، على رأيه الذي قال فيه بأننا إذا افترضنا في حضور عضوتين إلى مجلس الأمة دون حجاب مخالفة للمادة الأولى من قانون الانتخاب، فالمادة تنطبق على الناخبة والمرشحة أي أن عضوية مجلس الأمة باطلة، ولكن للأسف لن ترد هذه الملاحظة في مضبطة الجلسة لأنها قيلت دون إذن الرئيس

===============

كثرت الإشارات في الصحف والانترنت يوم أمس إلى التنوع في قراءة القسم الدستوري لأعضاء مجلس الأمة، من النواب وأعضاء الحكومة، والقسم حسب نص المادة٩١ من الدستور هو كالتالي
"أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق "

لن أدخل في نوايا أعضاء مجلس الأمة، ولن أتساءل لماذا تحوقل الوزير أحمد العبدالله الصباح قبل قسمه
تحوقل= قال لا حول ولا قوة إلا بالله


من المهم الالتفات إلى أن المشرع قد كان دقيقا عندما صاغ المادة الدستورية، وهناك حرفان في القسم إذا سقطا سهوا أو عمدا تغير القسم بشكل كبير، الأول واضح والثاني يمر مرور الكرام

الأول هو حرف النون
وأذكر إن لم تخني الذاكرة أن أحد الأعضاء الجدد عن الدائرة الخامسة قد أقسم بأن يؤدي أعماله "بالأمان والصدق" وهنا سقطت التاء المربوطة، وبسقوطها تتغير أحد معاني القسم أي أن الأمر لا يتطلب الأمانة مع الصدق بل الصدق في حالة من الأمان.
ولا أعلم إن كان الأمان هو أمان الحصانة البرلمانية أم أمان الانتخابات الفرعية، ولكني أرجح وقوع العضو في هذا الزلة نتيجة لرهبة الموقف

والثاني هو حرف الجر اللام
فهناك من أقسم بأن يكون مخلصا للوطن والأمير بدلا من أيكون مخلصا للوطن وللأمير، وللأمانة لا أذكره

فالوطن والأمير في النص الدستوري اسمان مجروران، وعطف الأول على الثاني مع إضافة لام الجر جاءت لسد ثغرة لغوية قد يقع فيها من يحسن النية ومن يسيء.

أن يكون العضو مخلصا للوطن والأمير لها معنى من اثنين:
إن كانت الراء مكسورة، فالاخلاص يكون للاثنين، فيصبح الوطن مجرورا باللام والأمير كذلك
أما إذا كانت الراء مضمومة فالإخلاص يكون من العضو للوطن ومن الأمير للوطن، وليس من العضو للأمير، وسيلي تفسير ذلك

مخلصا، كلمة مفتوحة بتنوين الفتح لأنها في محل نصب خبر كان
واسم كان غير وارد بالنص لأنه هو المتكلم أي: أنا
والواو تعطف الأمير على المتكلم، فيرفع وعلامة رفعه الضمة

أما إذا كانت الراء ساكنة فالاحتمالات واردة وغير معلومة


لم أنتبه إلى قسم د.موضي الحمود، وزير التربية ووزير التعليم العالي، إلا أن قسمها بأن تكون "مخلصة" بدل أن تكون "مخلصا" فيه خروج عن النص الدستوري، ويا ليتها قامت بلعبة لغوية لترضي نفسها دون الخروج عن النص
كان من الممكن أن تقسم بأن تكون "مخلصا" بأن تمد في الصاد مدا لا طويل ولا قصير
فالإطالة في المد تسمع كأنها قد توقفت بعد كلمة "مخلصا" لتكمل بعيد ذلك قسمها، كمن ينطق التنوين في وسط الجملة ويمده في آخرها
أما التقصير في المد فيسمع كأنه التاء المربوطة في آخر الجملة، يمكن نطقها ويمكن مدها مدا قصيرا كمدة الفتحة

إضافة: العضو الصيفي مبارك الصيفي أقسم أن يحترم "غوانين" الدولة، ولا أعلم إن كانت هناك حاجة لإعادة قسمه ولمن يريد الإجابة فهي في الإجابة عن التساؤل المتمثل في عنوان هذا الموضوع... إجابة لن أنشرها على المدونة وأتركها لخيالكم وذاكرتكم

===================

أعتذر للمدونة ديمة على عدم نشري لموضوع يفرفش نظرا لفقر مخيلتي، والأيام حبلى بالفرفشة ولنا معها موعد