قرأتم في الحلقة السابقة شرحا للخلاف التاريخي والحالي حول معنى قرار مجلس الأمن٢٤٢، وفي حلقة اليوم سأعرض لكم حوارا هاتفيا لا يتعلق بذلك القرار مباشرة، ولكنه متصل به في المعنى
شخصيتا الحوار، أمين عام الأمم المتحدة وراوي الحوار ج.غ
ج.غ، عَمِل مترجما في الأمانة العامة وأشرف على أعمال مجلس الأمن والجمعية العامة
المكان والزمان، نيويورك في خمسينات القرن العشرين
دار الحوار باللغة الفرنسية في مقدمته ثم تحول للانجليزية
كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل إلا بضع دقائق عندما هم ج.غ للنوم ليتراح من عمل يوم شاق، لكن رب العمل كان مستمرا في عمله
ج.غ: ألو
الأمين العام: ج؟
ج.غ: هو بذاته
الأمين العام: أنا الأمين العام
ج.غ: أهلا! أهلا بسعادتكم
الأمين العام: هل أنت مَن عَدَّل القرار!؟
ج.غ: عن أي قرارٍ تتحدث؟
الأمين العام: عن النص الانجليزي للقرار رقم كذا
ج.غ: بالفعل أنا مَن عدله
الأمين العام: وعلى أي أساس؟
ج.غ: لأن النص احتوى على ما يسبب اللبس
الأمين العام: كيف؟
ج.غ: حضرت مباحثات القرار وجلسة إصداره ولاحظت غموضا يكتنف النص الانجليزي
الأمين العام: في الفقرة كذا... أ ليس كذلك!؟
ج.غ: نعم
الأمين العام: حسنا، ستتولى غدا إعادة النص إلى ما كان عليه
ج.غ: كيف!؟ والنص الفرنسي واضح ومتماشي مع المباحثات بينما النص الانجليزي أتى غامضا ولا يوصل المعنى
الأمين العام: وهكذا قُدِّرَ للقرارات أن تكون
ج.غ: لـما... ؟
طوط طوط طوط طوط
بهذا الحوار قصير المدة عميق المعنى أود أن تكونوا قد كونتم فكرة حول السلوك السائد في الأمم المتحدة منذ طفولتها، والذي لا يزال سائدا حتى يومنا هذا في تمييع المعنى متى ما أمكن ذلك ومتى لم يكن هناك من يعترض